هذه القصيدة موجوده في شريط من روائع الحكم لتوفيق الصايغ وهي جميلة جدا في درر من الحكم و الأمثال
أبو الفتح البستي:
زيادة المــــــرء في دنيــــــاه نقــــصان :::::::::: وربحه غير محض الخير خسران
وكـــــل وجـــــــدان حــــــــظ لا ثبات له :::::::::: فان معناه في التحـــــــــــقيق فقدان
يا عامر لخـــــــــراب الدهـر مجــــتهدا :::::::::: بالله هل لخراب العــــــــمر عمران
وياحـريصـــــــا على الأمــوال تجمعها :::::::::: أنسيت أن سرور المـــــــال أحزان
دع الفـــــؤاد عـــــن الدنيا وزينـــــتها :::::::::: فصفـــــــــوها كدر والوصل هجران
وأرع سمعـــك أمثـــــــــــالا أفصــلها :::::::::: كما يفـــــــصل ياقــــــــــوت ومرجان
أحسن الى الناس تستعـــــــبد قلوبهم :::::::::: فطـــــــــالما استعبد الانسان احسانا
ياخادم الجسم كـــــــم تشقى لخدمته :::::::::: أتطــــلب الربح في مـــا فيه خسران
أقبل على النفس واستكمل فضائلها :::::::::: فأنت بالنفــــــــــس لا بالجسم انسان
وإن أساء مسئ فليكن لك في :::::::::: عروض زلته صفح وغفران
وكن على الدهـــــر معوانا لذي أمل :::::::::: يرجـــــــــــو نداك فان الحـــر معوان
واشدد يديك بحـــــــبل الله معتـــصما :::::::::: فانه الركــــن ان خـانتك أركـــــــــان
من يتق الله يحــــمد في عــــــــواقبه :::::::::: ويكـــفه شر من عـــــزوا ومن هانوا
من استــــــعان بغير الله في طلــب :::::::::: فإن نـــــاصره عجز وخــــــــذلان
من كان للخــــــــير مناعا فليس له :::::::::: على الحـــــقيقة اخــــوان وأخــدان
من جاد بالمال مــــال الناس قاطبة :::::::::: اليه والــــمال للا نسان فـــــــــتان
من سالم الناس يسلم من غوائلهم :::::::::: وعاش وهو قـــرير العـــين جذلان
من كان للعقل سلطــان عليه غــدا :::::::::: وما على نفسه للحــرص سلطـــان
من مد طرفا لفرط الجهل نحـــو هـوى :::::::::: أغضى على الحق يوما وهو خزيان
من عاشر الناس لاقى منهم نصباً :::::::::: لأن سوسهم بغـــي وعـــــدوان
ومن يفتش عن الإخوان يقلهم :::::::::: فجل إخوان هذا العصر خوان
من أستشار صنوف الدهر قام له :::::::::: على حــقيقة طبع الدهــــر برهـــان
من يزرع الشر يحـصد في عواقبه :::::::::: ندامـــــــــــــة ولحـــصد الزرع ابان
من أستنام الى للأشرار نام وفي :::::::::: قـــــميصه منهم صل وثعــــــــــــبان
كن ريق البشر إن الحــــر همته :::::::::: صحــــيفة وعليها البــشر عـــــنوان
ورافق الرفـق في كـل الأمور فلم :::::::::: يندم رفـــيــق ولــــم يذممه انسان
ولا يغــرنك حــظ جـــره خـــــرق :::::::::: فالخــــرق هــدم ورفـــق المرء بنيان
أحسن اذا كان امكــــان ومقـدرة :::::::::: فلن يدوم على الأحســـان امكــــان
فالروض يزدان بالأنوار فاغمـة :::::::::: والحــــر بالعـــدل والأحسان يــزدان
صن حر وجهــــك لا تهتك غلالته :::::::::: فكل حــــر لحـــر الوجــــــه صوان
فإن لقيت عدواً فالقه أبدا :::::::::: والوجه بالبشر والإشراق غضان
دع التكاسل في الخيــرات تطلبها :::::::::: فـــليس يسعـــد بالخــيرات كسلان
لا ظل للمرء يعرى من نهى وتقى :::::::::: وان أظـــــلته أوراق وأفــــــنان
والناس أعوان مــن والته دولته :::::::::: وهــــم عليه اذا عـــادته أعــوان
سحبان من غير مال باخل حصر :::::::::: وباقــل في ثراء المال سحــبان
لا تودع الســــــر وشاء به مذلا :::::::::: فما رعى غنما في الدو سرحان
لا تحسب الناس طبعا واحــــــدا فلهم :::::::::: غــــرائز لست تحــــــصيهـــن ألوان
مــــــا كــــل مــاء كــــصداء لوارده :::::::::: نعم ولا كـــــل نبت فهــــو سعــــدان
لا تخدشن بمطــــــــــــل وجه عارفة :::::::::: فالبر يـخــــــدشه مطـــــــــــل وليـــان
لا تستشير غير ندب حــــــــازم يقظ :::::::::: قـــــــد استوى فيـــه اسرار واعـلان
فللتدابير فرسان اذا ركـــــــــــــبوا :::::::::: فــــــــيها أبروا كمـــــا للحرب فرسان
وللأمــــــور مـــــــواقيـت مقـــــدرة :::::::::: وكــــل أمـــــــر له حــــــــد ومـــيزان
فلا تكن عجلا بالأمــــــــر تطلبه :::::::::: فليس يحــــمد قـــــبل النـــضج بحــران
كفى من العيش ما قد سد من عوز :::::::::: فــــــــفيه للحــــــــر إن حققت بنيان
وذو القناعة راضي مـــن معيشته :::::::::: وصاحب الحـــرص ان أثرى فغضبان
حسب الفتى عقــــله خـــل يعـــاشره :::::::::: اذا تحـــــــاماه اخـــــوان وخــــــلان
هــــما رضي عالبان حـكـــــــمة وتقى :::::::::: وساكــــنا وطـــنا مــــال وطـــغيان
اذا أنا باب كـــــــــــريم موطــــــن فـــله :::::::::: وراءه فــي بسيـــــط الأرض أوطان
ياظلما فرحـــــــــــا بالعـــــــز ساعده :::::::::: ان كنت في سنة فالدهـــــــر يقضان
ما ستمرأ الظــــــلم لو أنصفت أكله :::::::::: وهــــــــــــل يلذ مذاق المر خطبان ؟!
يا أيها العـــــــــــالم المرضي سيرته :::::::::: أبشـــر فــأنت بغـــــير المـــاء ريان
ويا أخي الجــهل لو أصبحت في لجج :::::::::: فأنت ما بينـــها لاشـــــــك ظـــــمآن
لا تحـــسبن سرورا دائمــــــــــا أبــدا:::::::::: من سره زمـــــــن ساءته أزمـــــان
إذا جفاك خليل كنت تألفه :::::::::: فاطلب سواه فكل الناس إخوان
وإن نبت بك أوطان نشأت بها :::::::::: فارحل فكل بلاد الله أوطان
يا رافلا في الشباب الرحـــب منتشيا :::::::::: من كأسه هل أصاب الرشد نشوان
لا تغـــــــترر بشــــباب رائق خــــضل :::::::::: فكـــــم تقــــدم قــــبل الشيب شبــان
ويا أخا الشيب لو ناصحت نفسك لم :::::::::: يكن لمثلك في اللذات امعــــــان
هب الشبيبة تبلي عـــــذر صاحبها :::::::::: ما عذر أشيب يستهويه شيطـــان ؟!
كل الذنوب فــــإن الله يغفــــــرها :::::::::: إن شيع المـــرء اخلاص وإيمــــان
وكــــل كـــــسر فـــــإن الدين يجـــبره :::::::::: وما لكــــــسر قناة الدين جبران
خذها سوائر أمثال مهذبة :::::::::: فيها لمن يبتغي التبيان تبيان
ما ضر حسانها والطبع صائغها :::::::::: إن لم يصغها قريع الشعر حسان
[/center]